من يعرفني يعلم أنني من هُواة كتب المؤلف البرازيلي المُتألق (Paulo Coelho)، لذلك أردت أن أشارككم إحدى الإقتباسات التي أثرت بي في كتابه (The Warrior Of The Light). ولأصدقكم القول، كان من الصعب جدًا إنتقاء إقتباس واحد فقط من كومة الإقتباسات التي كدت أن أمزق صفحات الكتاب من شدة تعليمي عليها بقلم التحديد! وكأنني بلا وعي أحاول أن أحفرها داخل عقلي لتقاوم النسيان. لكن هذا الإقتباس بالتحديد يتماشى بدقة مع مبادئي وقيمي بهذه الحياة، لذا سأحاول ترجمته بأفضل صورة ممكنة!
“A Warrior of the light shares with others what he knows of the path. Anyone who gives help also receives help and needs to teach what he has learned. That is why he sits by the fire and recounts his day on the battlefield.
A friend whispers: “Why talk so openly about your strategy? Don’t you realize that, by doing so, you run the risk of sharing your conquests with others?”
The Warrior merely smiles and says nothing. He knows that if, at the end of the journey, he arrives to find an empty paradise, his struggle will have been a waste of time.”
“يُشارك مُحارب الضوء ما يعرفه عن الطريق مع الآخرين. أي شخص يساعد الآخرين سيتلقى بالمقابل مساعدة يستحقها، عندها يجب عليه أن يشارك من حوله الأمور التي تعلّمها. وهذا هو السبب الذي يدفعه للجلوس قرب النار مستذكرًا أحداث يومه في ميدان المعركة.
يهمس صديقه: “لماذا تتحدث علنًا عن استراتيجيتك؟ ألا تدرك أنها مخاطرة، عندما تشارك الآخرين إنتصاراتك؟”
يكتفي عندها المحارب بالإبتسام بلا أي ردٍّ من جانبه، لأنه يعلم أنه في نهاية رحلته سيدرك أن معاناته وكفاحه كانا مجرد مضيعة للوقت عندما يصل أخيرًا فيجد جنة فارغة.”
لامسني هذا الإقتباس لأنني أجد المتعة اللانهائية عند مشاركة كل ما يفيدني مع غيري ومناقشته، فأشعر برغبة عميقة لمشاركة كل كتابٍ أو مقال أو بودكاست أو حتى أفكارٍ ومبادئ واعتقادات أو عادات تبنيتها مؤخرًا. هناك ما يسمى زكاة العلم يا رفاق! في أي مجال تجد نفسك متفوقًا فيه من أداب إحترام هذه النعمة هو مساعدتك ومشاركتك ما تعرفه مع غيرك. كل فرد منا يتميز بمجالٍ معيّن فيسهل عليه الغوص فيه والإستفادة منه، لكن الإستفادة المطلقة من هذا العلم هو تبسيطه ومشاركته مع الغير ليستفيدوا أيضًا. مساعدة زميل في الدراسة، مشاركة الملاحظات والرسومات التبسيطية معه وغيرها من المبادرات التي قد تبدو للبعض ليست بتلك الأهمية، ولكنها تعني الكثير يا صديقي. جدّد نيتك في كل صباحٍ تستيقظ به لتحتسب كل جديدٍ تتعلمه لوجه الله، وزكّي ولو بمقدار بسيط جدًا من علمك كل يوم. ما أجمل النقاشات والحوارات التي تملأك دهشة ونشوة لإدراكك أنه ما زال هناك الكثير لتعلمه وبالمقابل الكثير لمشاركته. شارك بوعي قصصك ورحلتك بهذه الحياة، لأن مشاركتها بوعي وبهدف هو ما يميزك عن الغير، ولا تنسى أنك مؤثر فانتقي معاركك بعناية فليس كل معركة تستحق الخوض بها.
لا تعليق