ما سيٌقرأ هو موجّه لي ولك اذا كُنتي امرأة، لا تنسي طبيعتك وفطرتك!
المرأة اليوم
يزعجني كثيرًا حقيقة أن مفاهيم كثيرة أٌسيء فهمها من قِبلنا كنساء ونسينا حقًا من نحن وماهي طبيعتنا؟ أصبحت امرأة اليوم من أجل أن تُظهر أنها قوية تتصرف خِلاف فطرتها وتستعمل قوة أخرى ليست القوة التي خُلقت معها. فأصبحت مثل فلاش الذي وٌهب قوة السرعة الخارقة ولكن يأبى أن يعترف بها فيحاول أن يحارب بقوة هولك (الرجل الأخضر) التي لا يمتلكها! وما أقصده هنا، أننا لنظهر أننا أقوياء نحاول أن نثبت أننا نستطيع القيام بكل ما يمكن للرجال القيام به! ماذا عن قوّتنا الحقيقية؟ القوة التي لا يمتلكها الجنس الآخر؟ لمَ تم تصويرها بالضعف، ولم َ نحن كنساء نثبت أنها ضعف من خلال عدم الاعتراف بها ؟!
من هي المرأة القوية؟
برأيي المرأة القوية هي المرأة المتصلة اتصال تام مع مشاعرها وحدسها وحنانها وعطفها وطبيعتها في احتواء ورعاية كل مخلوق حي، برحمتها وغفرانها عن كل زلّة، بدفئها ورغبتها المستمرة بالتطور والتحسن في كل جانب من جوانب حياتها. المرأة القوية هي التي تخلق الجمال في كل شيءٍ تنظر إليه، وتعزز التواصل مع كل مخلوقٍ حي، من عظمة إحساسها تستطيع أن تترجم كل نظرة وكل لمسة وكل صوت وحركة إلى لغة مفهومة تمامًا لها، الطبيعة تتحدث إليها وتستطيع هي بالمقابل أن تفهمها. عظيمة بعطائها المستمر ولا تشعر بالأمان إلا مع رجلٍ حقيقي يمثل النقيض التام لها بحيث كلًا منهما يعتني بجانب مختلف من حياتهما فيكتمل المعنى لتواجدهما معًا! هي امرأة تعي أن إتصالها التام بفطرتها تُحقق القوة الناعمة التي تستطيع من خلالها تسيير الأمور بسلاسة وبخفّة وهدوء. لديها مبادئ وقيم وحدود لا يتم أبدًا تعدّيها، تصنيفها لكل شعور بإسمٍ خاص به وتمييزه عند الشعور به يعطيها ملكوت التحكم به فلا تنفعل بسهولة ولا ترضخ لسيطرة مشاعرها. عُمقها كعمق المحيط ولكنها لا تسمح لأي أحدٍ بالغوص فيه وإستكشافه لأنه سيغرق ما إن يقطع مترًا واحدًا فيه، لكن إن غاص شخص ما بإذنها فستُشعره بالأمان للغوص إلى أعمق نقطة بدون أن يغرق، بل وستحوّل جميع الماء لأكسجين من أجله. هي ليست ساذجة أبدًا وعلى النقيض تمامًا مشاعرها ليست ما يتحكم بها، هي من تجيد التحكم بها وفهمها وهذه النقطة الذهبية التي تفصل بينها وبين الرجل. هادئة هي جدًا بدءًا بنبرة صوتها إلى تحركاتها ونظراتها وحتى عتابها. عقلها وقلبها في إتزانٍ تام، وأحيانًا تعلم متى الوقت المناسب لتسمح لعقلها أن يغلب قلبها أو يغلب قلبها عقلها.
المفهوم الخاطئ للمرأة القوية
الان ما نراه عن قوة المرأة هو النقيض تمامًا! فتحاول المرأة أن تثبت قوتها بنفس الطريقة التي يحاول الرجل إثبات قوته فيها، القوة الجسدية والصوت الجهوري والمكانة الوظيفية والتنافسية الشديدة وما إلى ذلك. الان علي توضيح شيء مهم، أنا لا أعني هنا أن المرأة لا يجب أن تطمح كما يطمح الرجل بل العكس تمامًا! ولكن مقصدي هو أن لا تشق الطريق لهذا الطموح بنفس الطريقة التي يشق الرجل فيها الطريق للوصول لهدفه، هنا يكمن الفرق. وبرأيي أن كل جنس وُلد بأولويات مكتوبة عليه منذ ولادته بغض النظر عن مُراده من هذه الحياة، فأولويات الرجل ثانويات للمرأة وأولويات المرأة ثانويات للرجل، هذا التوازن هو ما يعطي العلاقة بين الجنسين معنى، وللمرة المليون “هذه هي الفطرة”! ولا يسعد الإنسان أبدًا ولا يرضى إن تجاهل فطرته، هناك صوت خافت جدًا يحاول التحدث دومًا بداخله ولكنه يتجاهله فيسبب شعور بعدم الرضا يجهل المرء ما سببه. لكل امرأة أولويات وإهتمامات وأهداف وشخصية مختلفة، ولكن ما يجب أن لا يكون مختلف هو طبيعتها كإمرأة، ما إن تعود للمنزل يجب أن تعود معها قوتها الفطرية وليست المهارات التي اكتسبتها لتشق طريقها بالعالم الخارجي، لا يجب أن تتصرف داخل المنزل مثل خارجه أبدًا. داخل المنزل تفيض حنانًا وعطف فتظهر الأم المختبئة داخلها وتملأ المنزل بدفئها فيصبح مسكنًا بما تعنيه الكلمة من معنى.
أخيرًا…
المرأة تملك أعظم مكانة في هذا الكون كله، ولهذا وُهب لها نعمة إحتضان حيوات أخرى داخلها! الحمل والولادة والتربية من أسمى وأعظم الوظائف وأصعبها على الإطلاق بل وأجملها بما تحمله من معاني عميقة! لا أجرؤ أبدًا على تصنيف المجالات الخاصة بالنساء والأخرى الخاصة بالرجال لأنني أجد نفسي هنا وهناك في كل مرةٍ يجذب إنتباهي شيءٌ ما نظرًا لحبي لخوض التجربة بطبيعتي الفضولية، لذا خوضوا التجربة! لكن، لا تنسوا أبدًا صوتكم الداخلي.
جُلّ ما أقول هو، جميلة هي الحياة عندما نعي أن مصادر القوة فيها متنوعة وعديدة للغاية فيتم تقدير وإحترام كل قوة فيها، قوة المرأة هائلة حقًا يا رفاق. إياك وإياك الإعتقاد أن طبيعتك كأنثى ضعف، هي مصدر قوة لا يُستهان بها لو خصصتي وقت للإتصال بها والتعرف على كيفية تسخيرها!
لا تعليق